"الزوجة تعرف وزوجها
يعرف أنها إن غضبت فسيشقى...
ستظل كل أسئلته
في بيته بدون أجوبة"
يرسم عصمت سيف الدولة صورة خاصة جدا عن المرأة
الصعيدية حيث يضعها في مكانة رفيعة داخل أسرتها وبيتها: " فكل ما تملكه الأسرة
من مال او ماشية أو حبوب أو دواجن أوجبن أو دهان أو خبز أو بيض، فهي خازنته وهي
حارسته وهي المانحة منه ما تريد لمن تشاء، بل هي وحدها التي تعرف على وجه التحديد
ما هو وكم هو وأين هو من البيت. فهي لها
في بيتها فضلان، فضل الإدارة وفضل التمويل، ولزوجها فضل العمل، فلا ينكر عليها أحد
بعد هذا أنها ملكة البيت وما فيه...إنها لا تخدم أحدا، ولا زوجها وإنما تدير
مملكتها في بيتها وتعد فيه كل الأجوبة الروحية والعاطفية والمادية على أسئلة الرجل
الزوج والأولاد من بنين وبنات".
أما الحب والزواج والعاطفة فلها
خصوصية في قرية الهمامية يعبر عنها د.عصمت
سيف الدولة قائلا:
"الزوجة في القرية لا ’تحب’ ولا
’تعشق’ زوجها، تلك وأمثالها أوصاف أدنى بكثير من تلك العلاقة بين الزوجين، أدنى
وصف إلى حقيقتها أنها وحدة مصير...لا بل وحدة وجود. فهما لا يلتقيان منفردين إلا
نادرا، وإن تحادثا فلا يهزران، ولا يتلامسان غزلا، ولا يتغزلان حديثا، ولا يعرفان
عادة القبل على الشفاء، ولا يتعانقان إذا تقابلا بعد غياب، لا يفقدان في كل الظروف
الوقار والتوقير والحياء، ولا تنادي المرأة زوجها باسمه ولا يناديها باسمها إلا
إذا كانا منفردين، وإن تجادلا فصيغة النداء تدل على مدى الاتفاق والاختلاف
والتودد، إن قالت له ,’يا خوي’ فهي متفقة، وإن نادته ’يا ولد عمي’ فهي تتودد...وإن
قالت ’يا ولد الناس’ فهي غاضبة".
ولكن هذا لا يعني أن المرأة في القرية
لا تعرف الحب "بالعكس إنها تعرفه عاطفة متأججة منذ أن بلغت مبلغ النساء، كل
ما في الأمر إنها أحبت حتى الوله، وعشقت بكل كيانها الزوج بصفته وليس شخصا
بعينه".
هناك الكثير من الحكايات والملامح والتفاصيل
الأخرى تحتويها "مذكرات قرية"، ولكن لكل بداية نهاية وليس أفضل من
المرأة والحب خاتمة لهذا العرض الموجز....فقد
حان الوقت لكي نرتحل إلى مكان وزمان أخر...فإلى أين؟؟
No comments:
Post a Comment