لا أعرف لماذا منذ اندلاع الثورة في
مصر وفي غيرها من البلدان العربية لم أستطع قراءة الأدب رغم عشقي له وشغفي به،
وعلى مدار العام والنصف الماضيين لم أنجح في القراءة الجادة لأي عمل أدبي حتى تلك
الأعمال التي تناولت الثورة، بل أجدني بعد ثلاث أو أربع صفحات القي بالرواية جانبا
بعد أن ينتابني شعور بالحيرة والضجر.
ولكن أكثر ما جذبني وشدني في الآونة
الأخيرة هو قراءة المذكرات والسير الذاتية. وربما يعود ذلك إلى الرغبة الشديدة في
البحث عن إجابات لأسئلة كثيرة فجرتها الأحداث المتلاحقة، أو ربما هي محاولة في
الاطلالة على التجارب الإنسانية المتنوعة بكل
ما تحتويه من حيوات وقصص لأناس وبشر عاشوا الحياة بجمالها وقبحها، بانتصاراتها
واخفاقاتها، وقدموا لنا تجاربهم وحياتهم عبرة نتعلم منها ونماذج نقتضي بها ودروس نداوي
بها حيرتنا بل وتجارب نستشرف من خلالها ملامح المستقبل.
هكذا وجدتني اترك القاهرة بصخبها
وانفلاتها وصراعاتها السياسية واتجه نحو شاطئ البحر ومعي حقيبة مليئة بالكتب حيث
بدأت رحلة صيفية بديعة مع حيوات وعوالم أخرى، أبحرت بي في الزمان والمكان، واخذتني
إلى شواطئ دافئة حيث هدوء واستقرار النفس، ثم إلى بحور أوسع وأعمق زادت من
تساؤلاتي وحيرتي...
فمن أين بدأت...وإلى أين أبحرت؟...لذلك
حديث أخر...
No comments:
Post a Comment